كما تدين تدان | قصة قصيرة لرمضان سلمي - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

اعلان 728X90

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

كما تدين تدان | قصة قصيرة لرمضان سلمي

( مستوحاة من قصص حقيقية)

------------------------------------------
جلستْ أمامه زوجته بقميص نومها وهو صامت يفكر، قالت:
- ها قررت إيه؟ أمشي ولا اجهزلك الغدا؟.
صمت برهة يفكر في ما حدث له..
***
 الإزدحام شديد جداً، والباعة أصواتهم تعلوا شيئاً فشيئاً اليوم هذا السوق شديد الإقبال، ولم لا وهو أكبر أسواق تلك المدينة الواقعه في شمال الجيزة؛ مدينة عاش وتعايش بها الناس من جميع أنحاء المعمورة ..
من بين الازدحام، ظهرت سيدة جميلة الملامح، ملفوفة القوام، ترتدي عباءة سوداء ضيقة، قماشها شفاف يشف ما تحتها بطريقة تلفت الأنظار ، سافرة عن شعرها، وضيق العباءة يبرز كبر حجم نهديها بتفاصيله ..
تتلكأ على البياعين بالسوق وتضحك مع هذا وتمزح مع ذاك..
وقفت عند‘‘ فرشة ‘‘ أحدهم جذبتها شخصيته، وبدأت المزاح واطلاق الضحكات بكل رقاعة وتهتك..
قالت:
- انت اسمك إيه؟.
رد البائع مبتسماً:
- خدامك ومحسوبك عوض!.
- بص يا عوض؛ أنا عايزة كل البهارات اللي على فرشتك ما عدا الشطة؟.
- إشمعنا لامؤاخذه ؟
ردت ضاحكه :
- أنا عندي الشطه !
همس عوض في نفسه:  «انتي كلك شطه يا مهلبيه» ثم سألها :
- الشطه عندك فين بالظبط ؟.
- عندي منها كتير في شقتي، هي قريبة من السوق مش بعيده، بس هتدفع كام ؟
- أدفع إيه ده أنا علي أقساط وبكُح تراب، أنا نفسي مره حد يبيعلي شُكك أو يعملي تخفيض، ولو صدقة هدعيلو بطولة العمر ودوام الجمال والدلع؟.
ضحكت، فاهتزت تضاريس جسمها، عض عوض على شفتيه متأملاً جسدها الفاره، قالت بغُنج:
- طب هتيجي دلوقت تدوق الشطه عشان لو عجبتك تشيل ولا تاخد نمرتي وأما تفضى تجيني براحتك؟.
تلفَّت عوض من حوله، فوجد السوق قد هدأ، قال بصوت خفيض:
- لأ دلوقت؛ لازم نلحق الشطه قبل ما تبرد .
ضحكت قائلة:
- طب ياللا بقه بسرعه عشان جوزي فاضله تلات ساعات ويرجع من الشغل، ومش عايزاه يعرف ان انا بعت الشطة لحد غريب؟.
أشار عوض إلى أحد أصدقائه، قال له:
-  خد بالك من الفرشه يا "أبوصلاح" مصلحه على سريع وراجع؟.
رد أبوصلاح بصوت مرتفع:
- ربنا مش هيتوب عليك من المصالح دي بقه ، دة أنا كنت ادبحلك خروف وأوزعه للغلابة اللي زي حلاتنا!.
ضحك عوض قائلاً:
- ياعم هات ثمنه واعتبرني تُبت؟.
قالت الجميلة:
- شيل معايا الشنط ؟
- أنا أشيل ليكِ الجبل مش الشنط وبس يا إشطه... آيوه إمشي إنتِ وادلعي وبس ، وجايلك ياشطه؟.
٭٭٭
دخلا الشقة وأمرته أن يضع الشنط بالمطبخ ، ودخلت هي غرفه النوم .
خرج عوض من المطبخ فنادته بهمس :
- تعال هنا بسرعه ؟.
جرى عوض ودخل الغرفة فوجدها وقد جُردت من كامل ملابسها وواقفة أمام دولاباً مكتظاً بملابس نوم كثيرة، سألته:
- أنا محتارة ألبس إيه؟.
قال لها متعجلاً:
- مافيش داعي مش عايزين نضيع الوقت..
وانقض عليها، وحملها بين ذراعيه، وألقاها فوق السرير، وقد تهدجت أنفاسها من الضحك، ثم خلع ملابسه سريعاً، وغرق في أمواج جسدها العاتية..
بعدما انتهى، قالت له وهي تودعه عند الباب:
- يابخت مراتك بيك مش حارمها من حاجه، انت أسد عمري ماقابلت زيك..
ضحك بثقة وانصرف، قائلاً في نفسه: «وأنتِ لبؤة لا تُجارى»..
٭٭٭
ذات مرة ذهب إلى السوق ثم أحس بشبق شديد، عندها قرر أن يذهب إلى إحدي الجارات له بالعمارة ، هو يعلم أنها تشتهيه فقد كان زوجها رجلاً مسناً، ولا يستطيع إشباعها جنسياً، هكذا لمحت له أكثر من مرة، أما هي فمازالت في ريعان الشباب..
طرق بابها في خفاء وحذر، فتحت، دخل:
- آخيراً شرفت !.
- رماني الشوق يا جميل... جوزك فين؟.
- مسافر البلد عند مراته التانية.
- يرجع بالسلامة يارب... وبعدين هو قادر على واحدة لما يجوز اتنين!.
كانت شابة نضرة، ملفوفة القوام، خفيفة الوزن، فحملها ودخل بها إلى حجرة النوم، وغرقا في بركة المتعة، وغابا وقتاً طويلاً تخللته ضحكات وأغنوجات وتأوهات..
٭٭٭
خرج من شقتها بعد الظهر، صعد السلم مقدار ثلاثة طوابق، أصبح أمام شقته.
فتح الباب، دخل؛ لم يجد الصغار كعادته، فظن أن زوجته أرسلتهم إلى دار الجدة وانها ذهبت معهم..
دخل غرفة نومه وما إن خطا خطوة واحدة داخلها حتى أُصيب بذهول؛ هو غيرمصدق لِما يرى أمام عينيه؛ زوجته في أحضان رجل غيره، شعر بوخزة في قلبه، ووخزة في كرامته، ولكن سرعان ما تذكر المكان الذي أتى منه، ورغم ذلك، صرخ بكل قوته:
- سأقتلكم يا أوساخ!.
هم "عوض" بالامساك بعشيق زوجته والشجار معه والانتقام لكرامته، ولكن العاشق كان أشد بنياناً منه ، فلم يستطع عوض التغلب عليه، بل أن العاشق أوسع "عوض" ضرباً مبرحاً ثم هرب سريعاً..
خشي عوض أن يُرسل زوجته إلى بيت أهلها ويحكي ما حصل بدون دليل فيضربه إخوتها ويفتكون به، وخاف على مستقبل الصغار إن حدث انفصال..
جلست أمامه زوجته بقميص نومها وهو صامت يفكر، قالت:
- ها قررت إيه؟ أمشي ولا اجهزلك الغدا؟.
صمت برهة، يفكر فيما حدث له، وبعد لحظات قال:
- جهزي الغدا؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق