عدت طفلا | لرمضان سلمي - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

اعلان 728X90

الأحد، 16 أغسطس 2015

عدت طفلا | لرمضان سلمي


إذا استيقظتَ مبكراً فوجدتَ نفسك عدتَ طفلاً...طفلاً لا يهاب شيئاً ، ولا يحمل هماً، لا تكترث الى الغد ، ولاتعرف ما معنى المستقبل ولا معنى الشقاء من أجل لقمة العيش...

وتظن أن الشمس ذلك القرص الأصفر يذهب يومياً بالمساء ليخلد الى النوم طوال الليل ،  ويستيقظ بالصباح الباكر قبل كل البشر ،  ويشرق مرة أخرى .. وأثناء تلك الأوقات، يخلد ذلك القمر ذو الضوء الهادئ للنوم طول النهار، ليستيقظ بالليل حيث جميع البشر نائمون..

 أنت الآن عُدْتَ طفلا ، فأهلا بالمرح.

هل ستستيقظ مبكراً قبل شروق الشمس لتتسلق تلك الشجرة الكبيرة أمام المنزل ، لتقترب من السماء وريثما يظهر أول شعاع للشمس؛ تنظر لها وتبتسم قائلاً: لقد استيقظت قبلك أيتها الشمس الكسول، نامي مبكراً تسيقظين مبكراً؟.

هل ستنتظر إطلالة القمر بين جاراته النجمات، وتنظر اليه هامساً: ليتني فوق سطحك أيها القمر الجميل، وأقطف بيداي بعض النجمات لكي أضعها بنافذتي لتنير لي غرفتي ألى الأبد ليلاً ونهاراً ،  ولأذاكرن دروسي على ضوئهما الجذاب.

هل ستنطلق بين حقول القمح الأخضر مسرعاً وسط نسائم الربيع ، والسماء الزرقاء وألحان عصافير النيل والكروان الجميل ،  هل ستفعل؟.

هل ستنتظر تلك السيدة العجوز لتعطيك الحلوى ، وترسل سلامها لأمك؟ 

هل ستنتظر تلك السيارة البطيئة وتجري خلفها ، ولاتستطيع اللحاق بها ويصرخ فيك سائقها: ماذا دهاك أيها الشقي؟.

هل ستذهب الى فرن الخبز البلدي مع أخاك الكبير فتجدان طابوراً طويلاً،  ويقف أخاك في مؤخرته وأنت بجواره تنظر الى تلك الفتاة ذات الجديلة مبتسماً خجلا قائلاً لاخاك: تلك الفتاة معي بنفس الفصل!.

فينظر إليك أخاك مبتسما قائلاً: حتى أنت يا شبر ونصف!. هل ستذهب إلى مدرستك طامعاً في العلم أم طمعاً في المصروف أم في رؤية فتاة الجديلة؟..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق