اسم العمل: التربة الحمراء
التصنيف: رواية
المؤلف: مروان محمد
عدد الصفحات: 866
صدر عن: دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني 2018
================================
لقد استمتعتُ بهذا العمل المثير والشائك أيما متعة.
شعرتُ أني أمام عمل يشبه "تراب الماس" ولكن... بدأت القراءة وقد كنتُِ أنوي قراءة 20 صفحة مثلا كجلسة أولى؛ لكن الأحداث جذبتني، الإثارة التي تتفجر تباعًا، حيث يتملكك إحساس بأن تكتشف: ماذا بعد؟ وأثناء ذلك تستمتع بكميات معلومات عن الأديان، منها ما تعرفه ولكنه مر عليك مرور الكرام، ومنها ما تسمع عنه لأول مرة؛ موجود لكنك لم تبحث عنه، ومنها ما حتى وإن بحثت عنه فلن تجده بسهولة. إضافة إلى الاستنباطات والأحكام ووجهات النظر التي يطلقها الكاتب على ألسنة أبطاله خاصة في الأديان، واتباع خط واحد؛ خاصة قضية "الفتنة".
ولأن الخيال: يقال لنا أنه استنساخ لأعمال الغرب، وكأننا بشر درجة ثانية؛ نظل نحط من قدرنا ونجلد ذواتنا دون بث أي أمل، أو البحث عن أي أرضية صلبة للوقوف فوقها حتى وإن كانت بضع ملليمترات! وكأن "ألف ليلة وليلة" و"حي بن يقظان" الذين أجبر خيالهما الأدب العالمي والسينما كذلك على النقل ثم التقليد ثم الإبداع _ليست عربية!
ولأن الرعب: صار استسهال وتقليد...
ولأن "العاطفية" أصبحت "مُحنْ"...
ولأننا في عصر الآلات والتطور والتقنية؛ أصبح كل منا مجرد "آلة"...
بتنا نخجل من "العاطفة" من "الأحاسيس"، ومن مناقشة "قضايانا الاجتماعية". ونعتقد أن التعقُّل هو بريق المعدن، والبنكنوت، والأوراق والشاشات، ولوحات التحكم عن بعد، واختُذل الحب في: "قُرص أزرق".
ربما لذلك كله كتب ا: مروان، في قضية "الفتنة" بجرأة في الطرح، ولم يكتب في غيرها.
عمليات قتل مسلسلة، جديدة على مصر، تكشف برموز يتركها القاتل في مسرح الجريمة أو على أجساد ضحاياه؛ عن معلومات قديمة في الأديان، تصل بنا في النهاية إلى قضية "الفتنة" وضحاياها؛ الذين ينتقم لهم القاتل بأثر رجعي؛ كيف وقد مات من قَتَلوا منذ مئات السنين؛ هذا ما ستعرفه عند قراءتك لتلك الرواية! وليس ذلك فقط؛ بل ستحظَ بجرعة تشكيك في كل الأديان: وجب التنبيه. لأني ضد هذا الطرح.
***
اللغة:
كانت اللغة بالنسبة لي في متناول عقلي يلوكها دون عناء البحث عن مرادفات الكلمات بالمعجم؛ وأعرف أن الكاتب يتبنى هذا المبدأ، ويبتعد دائماً عن التقعر، وهذه تحسب له.
***
أسلوب السرد:
«الراوي العليم» كان الأسلوب المستخدم طوال الرواية، بطريقة سلسة غير معقدة.
شعرتُ بتأثيرات «نبيل فاروق» بين السطور، وتأثيرات «دان براون» وبدت الرواية: معلوماتية بوليسية... ومقارنة أديان.
***
ملاحظات:
١- الرواية وقعت في شرك المباشرة الشديدة، في بث المعلومات، والأساليب المقالية، حاول الكاتب جاهدًا أن يخفف من وطأتها أن أضاف حلية/حيلة ”التخيّل السينمائي“ لفارس، حينما كان يحول الحكي من المباشرة، إلى السرد الأدبي؛ فخرجت قطع سردية قوية، كنت أتمنى أن تنسحب تلك القوة على باقي الأسلوب في الرواية. ولكن كيف كان يتخيل فارس الحقيقة بكل تفاصيلها؛ هل هذا مستاغ: لماذا لم تخصص مشهدًا للواقعة بتفاصيلها ك راو عليم؟!
٢ - بدت لي الرواية بسيطة السرد؛ فقد خلا السرد من القوة التي كنت أتوقعها، ولكن ربما طبيعة الرواية لا تسمح بمساحات سردية طويلة قوية جزلة كما يبرر المؤلف، عن سيم النص البوليسي.
٣- لماذا أظهر القاتل نفسه؟
ولماذا تلك الصدفة الغير مستساغة بضياع قائمة أسماء سكان القرية في هذا التوقيت؟
وهل حجة النقيب أيمن مقنعة ليترك القاتل"وحيد"؟ أم أنه مأزق وقع فيه الكاتب فحاول تبريره للبناء عليه فيما بعد؟
٤- سقطة (ليندا)... تكرر اسم ليندا مرتين وأكثر؛ دون أي معلومات عنها، حتى خطوط عريضة! لماذا لا تكتب فقرة سردية قصيرة عنها، أو مشهد واحد مع فارس؟ بل أن الرواية انتهت ولم أعرف من هي؟ وأعتقد أن أ: مروان يعرف ذلك ولكنه لم يلقِ بالًا!!
٥- هناك كلمات عامية اندرجت في طيات الفصحى مثل: البلكونة، الراكية؛ لماذا؟
٦- لماذا انحدرت بالحوار على درجة سواء، فأصبحت أحاديث الشخصيات تشبه بعضها البعض؟ أين الفوارق! المعلومات الجوجلية فقط هي التي تميز حواراتهم.
٧- (ياترى من هم الظالمون حقا أنتم أم هم؟) هذه هي صوتك، إن فارس لن يسأل سؤالا مثل هذا على ما أعتقد وفقاً لدوره طوال الرواية. لأنها ترمز وتوازن بين الإلحاد والأديان، وإن كنت تقصد انه تشكك بالنهاية فلا أعتقد أنك وفقت فيها.
٨ - شعرتُ بأن فارس شخصية لا تعرف ماذا تريد، هناك ارتباك واضح. ومن البداية؛ رضي بتبني معلومات غيره وجهده ونسبها إلى نفسه، ولم يعترف بالحقيقة إلا بالنهاية، وكان يعني ذلك أنه سيستمر في كذبه للنهاية.
٩ - لا أعتقد أن العمل دُقق جيدًا؛ فحتى "لم" لم تجزم أفعالًا مضارعة كثيرة!
***
أتمنى لك التوفيق في مشاريعك القادمة أستاذنا الفاضل.
التقييم:
3\5
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق