ظهر جليا بالخطبة الآخيرة للسيد عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية فبدا حزنه علي ما أصاب البلاد وصدمته من بعض مؤسسات المجتمع كالإعلام ،
وإنتقد بشدة بعض المذيعين ومقدمي البرامج علي آدائهم بالفترة الآخيرة ، وتغطيتهم للحوادث الآخيرة التي أصابت البلاد ،
وتعليقاتهم وسخطهم علي المسأولين المهملين ،
الذين ساعدوا في تفاقم المشكلات وعدم إيجاد الحلول كحالة غرق عروس البحر المتوسط " الإسكندرية " ،
متهمهم بالمغالاه والتحريض . فنحن جميعا المصريين نعي جيدا ويقينا أن السيد الرئيس أنجز مشاريعا ضخمة من شأنها القفز بالبلاد إلي الأمام ولكن بالمستقبل القريب .
ونحن جميعا نعي أيضا أن هناك سخط شعبي ليس بقليل ،
غاضبون كثيرون شمالا وجنوبا لا يرضون عن سياسة التقشف ،
وغلاء الأسعار ورفع الدعم عن الطاقة ، وإنتشار البطالة ، وتهميش الشباب ،
والإهمال بالمصالح الحكومية ، والمحسوبية والرشاوي والتي من شأنها بث الفساد في مفاصل الدولة وإنتاج مؤسسات رخوة غير قائمة علي معيار الكفائة ،
والكثير من العقبات والمشاكل والفساد مازالت متربعة داخل مؤسسات الدولة ،
فهذا يندرج تحت مسمي " الإرهاب " ولكنه من نوع آخر ينبغي محاربته والقضاء عليه .
فلماذا أنت غاضب سيدي الرئيس من الإعلام الذي سلط الضوء بكل ليونة وتخوف ( كالأعمي الذي يمسك عكازا ويتحسس طريقه ) عند تسليطه الضوء علي تقصير الحكومة والمسأولين ، لماذا تريد معاقبته ، وتريد أن تشتكيه إلي الشعب المصري .
أين الحرية إذن وأين الديمقراطية التي تتحدثون عنها سيادتكم بالمحافل الدولية ، فلابد بالقبول بوجود معارضة تنتقد وتنصح من أجل الوطن ، فتلك هي الديموقراطية .
إن سلط الضوء علي الإهمال والتقصير والفساد فهذا في صالح تلك البلد العظيمة مصر ،
فلماذا ترفض ياسيدي الرأي الناصح ، لماذا ترفض من يشير إلي بعض أخطاء ومساوئ المسأولين ،
فلقد عهدنا من سيادتكم محاربة الفساد ،
والضرب بيد من حديد علي من تسول له نفسه بالعبث بهذا الوطن . فتلك الحكومات ليست بملائكة ذات أجنحة مثني وثلاث ، ولكنهم بشر يصيبون ويخطئون مرة وإثنتين وثلاث ،
فكان من الأولي سيدي الرئيس المبجل أن تعاقب حكومتك علي الإهمال وقلة المرونة فالتعامل مع الصدمات كالذي ظهر بشدة في الصدمة الآخيرة " غرق الإسكندرية " ،
فإقالة المحافظ لا تكفي ، فالبنية التحتية تحتاج إلي تجديد وصيانة دائمة ،
فلتنظر سيدي الرئيس بعين الإهتمام إلي الطبقات الفقيرة ،
ممن يسكنون تحت الأرض والذين غرقت بيوتهم ، ولا يوجد مأوي لهم .
ليسوا هؤلاء فقط بل الكثير من أبناء هذا الوطن مازالوا ملقون علي الأرصفة ، وفي عشش ، وفي منازل آيلة للسقوط ، ولا يملكون مايقيهم من برد الشتاء القارص .
سيدي الرئيس نحن حقا في أمس الحاجة لوزارة يطلق عليها ( وزارة الإهتمام بالفقراء والبسطاء والمشردين والمنكوبين ) ، فإن شرعت في تأسيسها فستجد لها مئات الأسماء والأوصاف ،
فمن يحتاجون تسليط الضوء علي معاناتهم ومساعدتهم كثيرون .
ومما لا شك فيه أن " العشم " لا يحكم دول أبدا ، ولكن مايحكم الدول تلك الأفعال التي تقدرها وتحترمها الشعوب .
ولابد لرئيس الدولة أن يكن علي دراية بميزاجية شعبه ، يعرف متي يغضب ومتي يرضي ومتي يثور ، ويعرف متطلبات الشعب بكافة طبقاته .
نعلم سيدي الرئيس جيدا أنك تفعل مابوسعك من أجل رفعة الوطن ،
ونعلم أنك ( عشمان ) وتأمل في أن يهبك الشعب عذرك ،
ولكن للأسف ياسيدي لقد ساءت أحوال الكثير منا وتعبنا ،
فإن أشتكيت لنا من الإعلام فماسبق سيكون ردنا علي شكوتك إلينا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق