* بعد هجمات باريس الإرهابية ، بدأت تنكشف وتنفضح الأغراض الشيطانية الدنيئة التي كان يرمي إليها منفذي تلك الهجمات والمخططين لها .
ولا أعتقد أن " داعش " التي أعلنت مسأوليتها عن الهجمات قد فعلتها من تلقاء نفسها ولكن هناك تخطيط حزق وراء الهجمات ،
وهناك أهداف عظيمة تتجلى الآن على الساحة على مرأى ومسمع الجميع .
وفي اعتقادي فقد نجح " المخطط " في تحقيق جميع أهدافة ، فقد بدأت بعض الحدود الأوربية تغلق أمام اللاجئين السوريين خاصة والمسلمين والعرب عامة ،
وبعض الدول فرضت قيودا شديدة على دخول اللاجئين والبعض منع دخولهم معللا أن إرهابين " داعش " والمسلحين يتخفون بينهم ويخترقون حدود تلك الدول ويقومون بأعمال إرهابية على أرضها ..
وإنتشر العنف ضد مخيمات اللاجئين .
وبالولايات المتحدة أعلنت بعض الولايات عن منع دخول اللاجئين إلى أراضيها ،
وسط مطالبات عديدة بتغير قانون أمريكي يسمح بدخول اللاجئين إلى أراضي الولايات المتحدة بأعداد معينة .
ومن جهة يطالب أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية بفصل قواعد بيانات المسلمين على حدة ، وكأن المسلمين أصبحوا " وباء " معدي يصيب الأوراق والبيانات حتى داخل الحاسوب .
وبدأ الرأي العام ينقلب على المسلمين والإسلام ،
وأصبحنا متهمين ونحن من قيل فينا أن " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " وحرم الله تعالى قتل النفس إلا بالحق " ،
وأوصانا النبي " صلى الله عليه وسلم " بأهل الكتاب من أقباط ويهود " وقال أيضا " من رفع علينا السلاح فليس منا " ،
وفجأة أصبحنا متهمين ونحاسب على أفعال هم من إبتدعوها ودعموها وعادوا ليتهمونا ..
عادت فزاعة الإسلام تطفوا إلى السطح من جديد .
وخرجت مظاهرات مناوئة للإسلام في إستراليا و ألمانيا .
وفي الولايات المتحدة ترجمت نسخة قرآن باللغة الإنجليزية على أيدي مسلمين أمريكان ،
ووضع بها تعليقات وتوضيحات لمعان الآيات ، فأطلقت قناة تلفزيونية أمريكية لفظ " القرآن الجديد " وما يحمله اللفظ من إهانة للإسلام .
إنتشر بالعالم ربط بين الإسلام والإرهاب ، وهذا مايريده أعداء الإسلام أو بالأدق " من يقفون وراء التفجيرات .
الصهاينة والأمريكان وحلفائهم يؤكدون لنا يوما بعد يوم أنهم يكيدون لنا ولبلادنا ولجيوشنا المكائد ،
وأسهل الطرق التي سلكوها وهي " دعم الإرهاب " ، والذي بدوره يقم بتفتيت الجيوش العربية الإسلامية كما يحدث في العراق وسوريا وليبيا ومصر ،
الطعنات من الخلف ، تفجيرات هنا وهناك ، قتل الجنود ، إطلاق نار وتخويف وفوضى ، كلها أساليبهم ومخططاتهم لتدميرنا بأيدي أبنائنا الذين محيت عقولهم ،
وسلب إيمانهم وحبهم لأوطانهم نتيجة خلافات سياسية جعلتهم بلا شرف ، وأصبح القتل كأنفاس من سيجارة ،
وأصبحوا آلات ودمى في أيدي الأعداء لتدمير أوطانهم التي أنجبتهم من رحمها وعقوها .
فبكفرهم بالإنتماء لهذا الوطن سيعطون الفرصة لأعدائنا الحقيقيين بتفكيك جيوشنا وبلادنا وتقسيمها كما يحلوا لهم .
" فرق تسد " فتلك هي منهجيتهم المتبعة داخل الشرق الأوسط ، نزاعات مذهبية وقبلية ، كثرة ودعم الميليشيات المسلحة ،
تقسيم الدول على إسس طائفية ومذهبية ، فعندما يسقط شهدائنا بكثرة كالعادة جراء إرهابهم فلا عزاء لنا ، وإن سقط القليل منهم إلتف حولهم العالم وأصبحنا متهمين ،
ونحن العرب والمسلمين أكثر من إنكوى بنار إرهابهم ، ولم نحظى برحمة أو شفقة ..
ومما لا شك فيه أن المعطيات التي قمنا بطرحها أفضت إلينا ببعض الإستنتاجات :
أولا : الهجمات وقعت لتهييج الرأي العام العالمي ضد الإسلام والمسلمين .
ثانيا : منع تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا وأمريكا بحجة وجود إرهابين بينهم .
ثالثا : هناك مصالح سياسية داخلية بفرنسا ستتحق نتيجة وقوع الهجمات كالقبض على معارضين وترحيل شخصيات ومنع تظاهرات وغيرها ..
وبهذا نجحت الهجمات في تحقيق مرادها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق