كلما غَمِدَ الليل ، تذكرتُها ، فتَحَررتْ دمعات من قيد العيون ، فانجذبن إلى أسفل مروراً بخدي ، فحفرن على وجهي نهراً ليسلكنه ، وإردفن بإخريات ، فشققن طريقهن بالنهر عجباً ..
كم اشتاقت قشعريرتي إلى دفء أحضانها، كم اشتاقت دقات قلبي للركض خلف بعضها البعض عندما أشتم شذي عبيرها، كم اشتاقت عيناي لرؤية ابتساماتها ، كم تاقت إذناي لسماع اسمي لحناً بين شفتيها ، كم اشتاقت أناملي لملمس شعرها وكفيها ، كم وكم اشتقت وأشتاق ، كم وكم أرهقني الفراق، كم وكم يسحلني هواها ، كم وكم تمنى القلب رضاها.
طيفها مازال أمامي ، زائرا لا يرد سلامي ، يخالجني شعوراً بأنه لا يقبل مني كلامي!. مالك ياطيفها أراك الليلة حزيناً؟ لقد تركتني وغربت شمسها عني طويلا، وما وجدتُ بين القلوب غير الحزن بديلا .. أيها الزائر الحزين أجبني ؟ كيف حالها أخبرني؟ أراضية بذبحي على جسر الهوى؟ كيف مر جرحي على قلبها مرور الكرام؟ أما كان حبي لها يوما من الأيام سكن؟ كيف تقبل في بعدي لغط الكلام ؟ عد لها يا طيفها ولقنها سلامي؟ فقد جن بي الليل ونادتني أحلامي ، وأخبرها أني في الأحلام أحضنها وألثم ثغرها ونشدوا بأجمل كلمات الغرام، وأني ما عدتُ الآن في حاجة لها في واقعي.. ويكفني منها طيفها زائراً حزيناً في ليلي البهيم وأحلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق