ذرة غرور قد تفضي بك إلي الجحيم | بقلم رمضان سلمي - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

مرحبا بكم

الأحد، 17 يناير 2016

ذرة غرور قد تفضي بك إلي الجحيم | بقلم رمضان سلمي

* قيل بالأمثال " إذا رأيت شابا وسيما فاعلم أنه مغرور " ،
مغرورا يمشي ،
 مغرورا يتحدث ،
مغرورا متكبرا في تعامله مع الناس ،
 قلبه مريض بالخيلاء والفخر والكبر .. وكذلك الأمر ينطبق علي أكثر الجميلات من الفتيات ..

 فعندما تقف إحداهن آمام المرآة ، لتضع المساحيق ،
 وترتدي القصير والعاري ، وتطيل النظر إلي هيئتها ،
 وتجد نفسها أصبحت تمتلك مقومات الجمال ،
 وتنبهر بجمالها وبجسدها فتبدأ المعاناة ..

وعندها تولد بداخلها " ذرة غرور " فتطيل النظر أكثر فأكثر
 فتلتقط تلك الذرة أول أنفاسها مرحبة بالحياة الجديدة ،
فترتدي الفتاة ملابس ضيقة وشفافة وملفتة للأنظار ..

وعندما تنزل تلك الفتاة إلي الشارع الذي نمر فيه جميعا ،
أحياءا وجمادا ، وتبدأ في التبختر والتباهي ،
 فتنطلق سهام نظرات الشباب مصوبة لجسدها ،
 فتحمل الذنوب والآثام .

فتلك النظرات المحرمة المشبعة بالإعجاب واللتي تحوي دوما بين طياتها آهات التمني ،
 نتيجة لمايرون من جمال وفراهة ،
 فتبدأ الفتاة برفع وإعلاء رأسها صوب السماء ،
 وبداخلها ثقة أن رأسها ستطأ السماء وستناطح النجوم وتصبح هي النجمة وبالنجم هم يهتدون ،
 وستبارز الشمس وتضئ الأرض عوضا عنها ،
 وستخسف القمر وتنير هي ظلمة الليل الحالك ، ولكن هيهات ..

فحينئذ تبدأ تلك الذرة التي ولدت توا بالتبلور والتشكل والتضخم اللاإرادي ..

 فتركض الفتاة الجميلة نحو الغرور أكثر فأكثر ..

 تتكبر علي صديقاتها ،
 تقيم علاقات قصيرة مع الشباب وسرعان ماتنتهي فهي تمل سريعا من شخص واحد ،
 ولا يربح قلبها إلا شابا حذقا ولا تشترط به الوسامة فيظهر لها عكس مايظهره لها الجميع ،
 بقنعها بأنه يراها عادية ليست شديدة الجمال ولحظتها تتخبط تلك الفتاة المغرورة  ،
 وتلغي عقلها وتحاول إثبات أنها جميلة حقا وتقدم له التنازلات حتي يعترف لغرورها أنها جذابة وأجمل الفتيات ..

وتتكبر أيضا علي عائلتها ، وتتمرد علي أوضاعها الإجتماعية ،
 وتتمايل بالطرقات لتري نظرات أشد قوة من ذي قبل لتشبع غرورها ،
 وتلج في فتنة الشباب ، وتسبب المعاناة لأكثرهم ممن ضاق بهم الحال ولا يستطيعون الباءة ،
فتمر بعبيرها ليتخلل قلوب المحرومين ، فتكتب سيئة ..

تنضج ذرة الغرور وتتزاوج وتنجب وتصبح عائلة كبيرة بداخل قلوب المغرورين ..

فتصبح مرضا يصعب علاجه ،
 تبدأ المغرورة بعدم إستساغة أي شخص يتقدم لخطبتها ،
فهذا قبيح وهذا قصير وهذا ثمين وهذا نحيف ، وهذا جاهل ،
 وهذا ساذج ، حتي يتداركها القطار ،
وتصبح وحيدة فريدة علي إحدي مقاعد محطة العنوسة ..

والأهل من الأجدر بهم ملاحظة تلك التغيرات علي أبنائهم من البداية ،
 والعمل علي تلاشيها ، بالتربية الطيبة والنصح الجميل والعودة إلي الأخلاق الحميدة ،
 والعودة إلي ديننا الحنيف وسنة نبينا المصطفي
" صلي الله عليه وسلم " فكان " قرآنا يمشي علي الأرض ..

وهناك الكثير والكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة
 التي تدعوا اللي التواضع وتنهي عن الكبر والغرور ،
 وأن الجزاء لمن يتكبرون جهنم وبئس المصير ..

وقال تعالي :

* ﻗَﺎﻝَ ﻓَﺎﻫْﺒِﻂْ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻓَﻤَﺎ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻟَﻚَ ﺃَﻥ ﺗَﺘَﻜَﺒَّﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻓَﺎﺧْﺮُﺝْ ﺇِﻧَّﻚَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﺎﻏِﺮِﻳﻦَ '١٣' ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ..

* ﻭَﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮَ ﻫُﻮَ ﻭَﺟُﻨُﻮﺩُﻩُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﻇَﻨُّﻮﺍ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻟَﺎ ﻳُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ '٣٩' ﺍﻟﻘﺼﺺ ..

* ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺭَﺑُّﻜُﻢُ ﺍﺩْﻋُﻮﻧِﻲ ﺃَﺳْﺘَﺠِﺐْ ﻟَﻜُﻢْ ۚ ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺴْﺘَﻜْﺒِﺮُﻭﻥَ ﻋَﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩَﺗِﻲ ﺳَﻴَﺪْﺧُﻠُﻮﻥَ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺩَﺍﺧِﺮِﻳﻦَ '٦٠'ﻏﺎﻓﺮ ..

* ﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓُ ﻧَﺠْﻌَﻠُﻬَﺎ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﺎ ﻓَﺴَﺎﺩًﺍ ۚ ﻭَﺍﻟْﻌَﺎﻗِﺒَﺔُ ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ ' ٨٣' ﺍﻟﻘﺼﺺ ..

* ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺼَﻌِّﺮْ ﺧَﺪَّﻙَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤْﺶِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺮَﺣًﺎ ۖ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّـﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺨْﺘَﺎﻝٍ ﻓَﺨُﻮﺭٍ '١٨'ﻟﻘﻤﺎﻥ ..

* وﻗﺎﻝ النبي ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨـﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ﻣِﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭّﺓ ﻣﻦ ﻛﺒـﺮ .

* ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ : ﺍﻟﻌﺰُّ ﺇﺯﺍﺭﻱ ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀُ ﺭﺩﺍﺋﻲ ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺯﻋﻨﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻋﺬّﺑﺘﻪ ..

صدق النبي صلي الله عليه وسلم ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق