مغرورا يمشي ،
مغرورا يتحدث ،
مغرورا متكبرا في تعامله مع الناس ،
قلبه مريض بالخيلاء والفخر والكبر .. وكذلك الأمر ينطبق علي أكثر الجميلات من الفتيات ..
فعندما تقف إحداهن آمام المرآة ، لتضع المساحيق ،
وترتدي القصير والعاري ، وتطيل النظر إلي هيئتها ،
وتجد نفسها أصبحت تمتلك مقومات الجمال ،
وتنبهر بجمالها وبجسدها فتبدأ المعاناة ..
وعندها تولد بداخلها " ذرة غرور " فتطيل النظر أكثر فأكثر
فتلتقط تلك الذرة أول أنفاسها مرحبة بالحياة الجديدة ،
فترتدي الفتاة ملابس ضيقة وشفافة وملفتة للأنظار ..
وعندما تنزل تلك الفتاة إلي الشارع الذي نمر فيه جميعا ،
أحياءا وجمادا ، وتبدأ في التبختر والتباهي ،
فتنطلق سهام نظرات الشباب مصوبة لجسدها ،
فتحمل الذنوب والآثام .
فتلك النظرات المحرمة المشبعة بالإعجاب واللتي تحوي دوما بين طياتها آهات التمني ،
نتيجة لمايرون من جمال وفراهة ،
فتبدأ الفتاة برفع وإعلاء رأسها صوب السماء ،
وبداخلها ثقة أن رأسها ستطأ السماء وستناطح النجوم وتصبح هي النجمة وبالنجم هم يهتدون ،
وستبارز الشمس وتضئ الأرض عوضا عنها ،
وستخسف القمر وتنير هي ظلمة الليل الحالك ، ولكن هيهات ..
فحينئذ تبدأ تلك الذرة التي ولدت توا بالتبلور والتشكل والتضخم اللاإرادي ..
فتركض الفتاة الجميلة نحو الغرور أكثر فأكثر ..
تتكبر علي صديقاتها ،
تقيم علاقات قصيرة مع الشباب وسرعان ماتنتهي فهي تمل سريعا من شخص واحد ،
ولا يربح قلبها إلا شابا حذقا ولا تشترط به الوسامة فيظهر لها عكس مايظهره لها الجميع ،
بقنعها بأنه يراها عادية ليست شديدة الجمال ولحظتها تتخبط تلك الفتاة المغرورة ،
وتلغي عقلها وتحاول إثبات أنها جميلة حقا وتقدم له التنازلات حتي يعترف لغرورها أنها جذابة وأجمل الفتيات ..
وتتكبر أيضا علي عائلتها ، وتتمرد علي أوضاعها الإجتماعية ،
وتتمايل بالطرقات لتري نظرات أشد قوة من ذي قبل لتشبع غرورها ،
وتلج في فتنة الشباب ، وتسبب المعاناة لأكثرهم ممن ضاق بهم الحال ولا يستطيعون الباءة ،
فتمر بعبيرها ليتخلل قلوب المحرومين ، فتكتب سيئة ..
تنضج ذرة الغرور وتتزاوج وتنجب وتصبح عائلة كبيرة بداخل قلوب المغرورين ..
فتصبح مرضا يصعب علاجه ،
تبدأ المغرورة بعدم إستساغة أي شخص يتقدم لخطبتها ،
فهذا قبيح وهذا قصير وهذا ثمين وهذا نحيف ، وهذا جاهل ،
وهذا ساذج ، حتي يتداركها القطار ،
وتصبح وحيدة فريدة علي إحدي مقاعد محطة العنوسة ..
والأهل من الأجدر بهم ملاحظة تلك التغيرات علي أبنائهم من البداية ،
والعمل علي تلاشيها ، بالتربية الطيبة والنصح الجميل والعودة إلي الأخلاق الحميدة ،
والعودة إلي ديننا الحنيف وسنة نبينا المصطفي
" صلي الله عليه وسلم " فكان " قرآنا يمشي علي الأرض ..
وهناك الكثير والكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة
التي تدعوا اللي التواضع وتنهي عن الكبر والغرور ،
وأن الجزاء لمن يتكبرون جهنم وبئس المصير ..
وقال تعالي :
* ﻗَﺎﻝَ ﻓَﺎﻫْﺒِﻂْ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻓَﻤَﺎ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻟَﻚَ ﺃَﻥ ﺗَﺘَﻜَﺒَّﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻓَﺎﺧْﺮُﺝْ ﺇِﻧَّﻚَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﺎﻏِﺮِﻳﻦَ '١٣' ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ..
* ﻭَﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮَ ﻫُﻮَ ﻭَﺟُﻨُﻮﺩُﻩُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﻇَﻨُّﻮﺍ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻟَﺎ ﻳُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ '٣٩' ﺍﻟﻘﺼﺺ ..
* ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺭَﺑُّﻜُﻢُ ﺍﺩْﻋُﻮﻧِﻲ ﺃَﺳْﺘَﺠِﺐْ ﻟَﻜُﻢْ ۚ ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺴْﺘَﻜْﺒِﺮُﻭﻥَ ﻋَﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩَﺗِﻲ ﺳَﻴَﺪْﺧُﻠُﻮﻥَ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺩَﺍﺧِﺮِﻳﻦَ '٦٠'ﻏﺎﻓﺮ ..
* ﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓُ ﻧَﺠْﻌَﻠُﻬَﺎ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﺎ ﻓَﺴَﺎﺩًﺍ ۚ ﻭَﺍﻟْﻌَﺎﻗِﺒَﺔُ ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ ' ٨٣' ﺍﻟﻘﺼﺺ ..
* ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺼَﻌِّﺮْ ﺧَﺪَّﻙَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤْﺶِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺮَﺣًﺎ ۖ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّـﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺨْﺘَﺎﻝٍ ﻓَﺨُﻮﺭٍ '١٨'ﻟﻘﻤﺎﻥ ..
* وﻗﺎﻝ النبي ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨـﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ﻣِﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭّﺓ ﻣﻦ ﻛﺒـﺮ .
* ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ : ﺍﻟﻌﺰُّ ﺇﺯﺍﺭﻱ ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀُ ﺭﺩﺍﺋﻲ ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺯﻋﻨﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻋﺬّﺑﺘﻪ ..
صدق النبي صلي الله عليه وسلم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق