خلف البرقع|خاطرة - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

مرحبا بكم

الاثنين، 30 يناير 2017

خلف البرقع|خاطرة


...
اظهري وجهكِ حيث أراكِ، اظهري عينيك وخدودكِ وأنفكِ، اظهري حاجبيكِ وأهدابكِ، اظهري ابتسامتكِ، لا تتوارين مني خلف البرقع ..
 أتساءل؛ لم برقعت وجهكِ؟ لم برقعت قلبكِ؟ لم برقعت وجودك؟..
 برقعكِ من صخر، تتفتت عليه كل ابتهالاتي، برقعكِ من جليد تتجمد فوقه كل توسلاتي، برقعكِ من ليل لا أبصر فيه طريقاً لكلماتي ..
برقعكِ هو كل حصونكِ، هو جل قلاعكِ، برقعكِ سجنكِ، منفاكِ، جزيرتكِ المنعزلة عن الحب، ليتكِ تعلمين أن برقعكِ هو قبركِ بالحياة ..
تخشين الحب، وهل للحب أن يخشى!؟.
تخشين كشف وجهكِ، وهل للجمال أن يستتر!؟.
أميرتي يا ذات البرقع الحصين، ياذات القلب المرتجف، يا ساكنة الجزيرة المنعزلة، يا قاطنة قلبي، دعي عنكِ برقعكِ، وذوبي في أحضاني كشبح يتلبسني ويستقر، ذوبي في أحضاني كشهيق ولج جوفي وسكن، تخللي جسدي كرعشة نشوة لا تبرحني، احتلي أحضاني بلا برقع، بلا حياء بلا رجفة ..
الحب ما منه مفر صغيرتي، حتى وإن وارى التراب الجسد، فيبقى ألم الفراق أعظم ذنب ..
مندهش لانزعاجكِ من الحياة، تظنين أن البشر كلهم وحوش مفترسة، ولا تعلمين أنك التهمتِ قلوبهم وخبوت خلف برقعكِ تنتتحبين، رحتِ تركضين، تلهثين، تواريتِ ويداكِ مخضبة بالدماء، وقلوبنا عالقة على أهداب برقعكِ تتلوى ..
حبيبتي، العالم ليس بهذه القسوة، إن جل تلك الوحوش المفترسة، التي تصطف جيوشا وكتائب أمام برقعكِ، ماهي إلا بشر مسلوبو القلوب، وما أتوكِ إلا ليستعيدونها..... فهلا خلعتِ عنكِ برقعكِ وأعطيتِ كل ذي عشق قلبه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق