أنشوطة|قصة قصيرة لرمضان سلمي

بعد افتراق العاشقين بأيام، جلس العاشق يحكي لصديقه، وفي ذات الوقت جلستْ المعشوقة تحكي لصديقتها ..
قالت المعشوقة لصديقتها بامتعاض:
- كنتُ أحبه !.
قال العاشق لصديقه بوجوم :
- قالت لي أنها تحب شخصاً آخر !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- كنت أنتظره !.
قال العاشق لصديقه:
- كنتُ كلما اقتربتُ منها جرحتني، وكنتُ أشعر بأنها تستمتع بدموعي ليس إلا !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- لم يقف بجانبي، لم يصبر !.
قال العاشق لصديقه:
- خمس سنوات يا رجل عشتها على أمل أن تكن لي يوماً، وما مللتُ من البحث عنها والتقرب إليها !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- هو من اختار الفراق !.
قال العاشق لصديقه:
- قالت لي: عدني بأن لا تحدثني عن حبك لي ثانية، فلن أحبك أبداً ما حييت !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- قال لي: عديني بأنك لن تتذكرين أنكِ كنتِ تحبينني مستقبلاً.
قال العاشق لصديقه:
- سخرتْ مني ثم وعدتني !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- وعدني بسهولة وتخلى عني !.
قال العاشق لصديقه:
- كانت تقتلني وتنتشي لصرخاتي!.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- قتلني دفعة واحدة ولم يتريث !.
قال العاشق لصديقه:
- كنتُ موهوماً !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- لقد جن !.
قال العاشق لصديقه:
- هل أنا مجنون؟.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- الرجال طبعهم التبرم من الحب والخيانة تسري في دمائهم !.
قال العاشق لصديقه:‏
- النساء طبعهن الكذب واللوع وارتداء الأقنعة والنذالة تسري في دمائهن !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- حاربتُ من أجله سنين وبالنهاية رحل وتركني أرزح جراء فراقه !.
قال العاشق لصديقه:
- احتفظتُ بحبها في قلبي سنين وبالنهاية رحلتْ وتركتني أرزح جراء فراقها !.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- لن أعد له إلا إن عاد واعتذر واعترف لي بحبه!.
قال العاشق لصديقه:
- لن أعد لها إلا إن عادت واعتذرت واعترفت لي بحبها!.
رد صديقه عليه:
- أنشوطة من السهل حلها!.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- كيف يا حلالة العقد؟.
أجابه صديقه:
- لابد أن تتنازل، وهي أيضا تتنازل؟.
قالت المعشوقة لصديقتها:
- لن أتنازل أبداً!.
قال العاشق لصديقه:
- تنازلتُ كثيراً ولم تكترث بل زادت في عنادها!.
قالت لها صديقتها:
- إذا لا تدعِ الحب، لأن الحب تسامح وتنازلات، وتحملي نتائج كبريائكِ؟.
قال له صديقه:
- انتظر، متي عادت لك فهي خليقة لحبك، وإن لم تعد لك، فلا تندم على حلم جميل استيقظت منه على واقع بائس؟.
شرد العاشق في معشوقته، شردت المعشوقة في عاشقها، تقابل طيفها بطيفه، فتح طيفه ذراعيه، وارتمى طيفها في أحضانه، وبعد لحظات دق هاتفها..