_ استشعار الغضب .
كنت ممن حذروا من خطورة أزمة الغلاء، واندلاع ثورة فقراء أو ثورة (حسوا بينا) إن توافقت التسمية مع لب الأحداث الراهنة ..كان ذلك بمقال سابق بعنوان"هل سينفجر غضب المواطنين المطحونين جراء غلاء الأسعار وجمود المرتبات وانتشار البطالة"، وكان هذا قبيل الإعلان عما سمي لاحقا "بثورة الغلابة" والتي دعا لها الناشط: ياسر عبدالحليم العمدة .
وطبقا لجريدة النبأ" أنه يبلغ من العمر 42 عاما وكان يعمل في معبر رفح حتى نهاية 2014، وهو مؤسس لحزب ثوار التحرير تحت التأسيس الذي حوى عددا من الرموز الشبابية بعد ثورة يناير، وكان من المعارضين لمحمد مرسي إلى أنه عارض الإطاحة به عن طريق قرار من الجيش، مشيرا إلى أنه استمر في عمله في وزارة النقل في معبر رفح إلى أن علم بأنه مطلوب القبض عليه على خلفية قصيدة كتبها انتقد فيها السيسي فاضطر للخروج من مصر ولم يجد مكانا يتجه له سوى تركيا، وتواصل مع أيمن نور وعمل في قناة الشرق إلى أن استقال منها منذ شهرين لأنه لا يريد أن تكون الحركة التي أسسها منتمية لأي شخص أو تيار"...
ومما لاشك فيه أن استمرار أزمة الدولار والغلاء وإضافة أزمة السكر وبعض الأزمات الأخرى; قد ساعد بشكل أو بآخر مع تضامن كثير من طبقات المجتمع الفقيرة التي يقع على كاهلها جل المعاناة مع دعوات ثورة الغلابة والنزول إلى الميادين من جديد ..
وقد سبق تلك الأزمات أزمات أخرى كأزمات صدام الدولة مع النقابات، كنقابة الصحفيين، ونقابة الأطباء، والتي أشعلت وقتها غضب وسخط الأوساط الإعلامية ضد الدولة ..
_ ليس من مصلحة الأخوان الفشل .
نعرف جميعا أن الإخوان لهم نصيب في الدعوات والحشد لإسقاط النظام، حتى النظام نفسه والمحسوبين عليه، وأنا شخصيا مؤمنين بتلك الحقيقة الجلية ..وقد قيل أيضا أن الإخوان سيخربون وسيخرجون تلك التظاهرات عن سلميتها ..
إذن نحن الآن أمام (نقيضين) من نفس المصدر لا يلوكهما العقل ..
أما ما يقبله العقل ولا يشذ في خلاياه فهو كالتالي :
بما أنه من مصلحة الإخوان نجاح الثورة-في حال إن نزلت أعداد غفيرة-حتى يتسنى لهم إسقاط النظام والأخذ بالثأر، إذا فهذا الموقف كفيلا لجعلهم ومن يدعمونهم يحافظون على سلميتها ولا ينحرفون قيد أنملة، بل يدحرون من يحاول القيام بذلك حتى يتحقق حلمهم، ويأتي أيضا تهديد الجيش بالتعامل مع أي مخرب سببا آخر يقوي ذلك الموقف ..
وهنا يأتي التساؤل: من الذي سيخرب الوطن كما قيل، وهل بالفعل سيحدث تخريب أم هي حجج واهية للتخويف؟؟ حقيقة أنا لا أعتقد بأن هنالك تخريب ، لأننا المصريون مهما اختلفنا مع الأنظمة، نظل وفاة للوطن، وما خروج الكثير من الناس إلا حبا لهذا الوطن المقدس، ولا ينبغي لأحد أيا كان أن يزايد أو يقلل من وطنية المصريين وحبهم لمصر ..
_ موقفي من ثورة الغلابة .
صراحة أنا ضد إسقاط النظام، لأننا سنعود لفوضى ولتراخي القبضة الأمنية، ولبناء المؤسسات التشريعية من جديد، وننفق المليارات من جديد، ونعود لتوقف الحال والأعمال وكل هذا بمثابة عبء سيضاف فوق أعباء الوطن ويصبح حجة وذريعة لمن سيتقلد حكم البلاد بعد ذلك ..وأولئك الجدد يخرجون علينا ويبهروننا (بالاسطوانة المشروخة ) ألا وهي(إحنا استلمناها مديونة) ، ويماطلون معنا ونظل ندور في نفس الدائرة ..
ولكنني في نفس مع النزول إلى الشوارع سلميا، لنقولها بأعلى صوتنا ونسجل حضورنا قائلين :
نحن هنا . نحن مصريون مثلكم ولا نقل عنكم وطنية . ولنا حقوق . وأنت أيها النظام مقصر . لقد ازداد الأغنياء غنى وازداد الفقراء فقرا . صارحونا . لا تقللون من شأننا . لا تقعون في أخطاء من سبق فأخطاؤهم هي التي أسقطتهم . ارفعوا الغلاء . خففوا الأعباء والضرائب . ازرعوا . اصنعوا . فمصر أمانة لا تخونوها، نحن معكم ولكنا نريد مصارحة وشفافية ..
_ إذا ما الحل ؟.
إن ما جعل الأمور تسيء أكثر فأكثر- بيد أن هناك من لايزل يراها عنبا - هو ذلك الخطأ الذي لطالما تكرر ولا زال يتكرر على شفاة كل نظام يعتلي عرش المحروسة، ألا وهو:تعنت النظام، وعدم الاعتراف بالأخطاء والتقصير، وإلقاء الذنوب على المعارضة، وتحميلها مسؤولية كل تقصير وخطأ، بجانب ذريعة (المؤامرة) وإن كنت ممن يؤمنون بوجود الأخيرة ..
فكل هذا يفقد الثقة بين الأنظمة وشعوبها، ويدفعها لتهتاج ضدها ..
إذا الحل هو اعتراف النظام بالاخطاء والتقصير لامتصاص الغضب، وتغيير الحكومات، دحض الفساد، والضرب بيد من حديد على المفسدين، مصارحة الشعب، التحرك وعلى وجه السرعة لحل الأزمات، الاستعانة بالخبرات والمتخصصين وليس (ذوي رابطات العنق) ، الشروع في فتح موارد جديدة من زراعة وصناعة وتجارة ألخ ..
_ وماذا لو تصارح النظام أمام الجموع .
عندها فليكمل السيد الرئيس فترته، والانتخابات القادمة هي الفيصل، وإن لم تتم المصارحة؛ فليقضي الله أمرة ويولي من يصلح ..وبعون الله مصر آمنة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق