فرصة ضائعة | قصة قصيرة لرمضان سلمي - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

مرحبا بكم

الخميس، 19 ديسمبر 2019

فرصة ضائعة | قصة قصيرة لرمضان سلمي


”أخيراً جاءتني الفرصة مُتدحرجة!“
قلتها في نفسي لمَّا لمحتُ تلك السيدة الثلاثينية التي بدا أنها من ذوات المال والأعمال؛ وذاك مادل عليه طراز سيارتها الفارهة، والأشياء الثمينة التي كانت تبتاعها من البقال في طريقها، وثيابها الغالية الناصعة، لولا ذاك القطع الصغير في بنطالها من دبر، والذي كان يُظهر لحم فخذها وأطراف لباسها الداخلي.
وقتئذ؛ فكرتُ في أنه قد قُد على حين غفلة منها، ولابد من تحذيرها، وتركت مقشتي وسلة القمامة البلاستيكية ذات العجلات، وهرعتُ ببذلتي الخضراء المُتسخة إليها -كانت قد ركبتْ سيارتها- مُمنياً نفسي بأن تشكرني بابتسامة رقيقة، وإيماءة جذابة، وتُطَبِقُ عشرة جنيهات، وتدفنها في كفي.
اقتربتُ منها، لم تتحرّك بسيارتها وانتظرتني بنظرات مُلؤها التعجب، قلتُ لها هامساً، بعدما دنوتُ برأسي منها:
- بنطال سيادتك مقطوع من الخلف يا مدام، أنا قلت أَعَرَّف حضرتك يمكن مخدتيش بالك منه، عشان تستري نفسك؛ احنا عندنا ولايا برضك؟
ابتسمت في وجهي هازة رأسها ذو الشعر الذهبي المُتهدل، ثم أخرجَتْ من حقيبتها عشرين جنيهاً، ودفنتها في يدي قائلة:
- على فكرة دي الموضة يا عم الحاج... بااااي!
وقفتُ مشدوهاً، ومتأملاً سيارتها المُنطلقة بعيداً، وصدى قهقهاتها يبتعد عن أذني كلما ابتعدت السيارة على الطريق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق