نصائح ومعلومات بسيطة للمُقبلين على الكتابة، والكُتّاب الجدد | رمضان سلمي - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

اعلان 728X90

الخميس، 15 فبراير 2018

نصائح ومعلومات بسيطة للمُقبلين على الكتابة، والكُتّاب الجدد | رمضان سلمي


إليكم بعض النصائح المتواضعة، في الكتابة، وربما لا تعجب الكثيرين، ولكنها قابلة للتطبيق إن أردتم تطبيقها، وهي مزيج من نصائح كُتاب زملاء، ونقاد وأساتذة أفاضل، وبعض القناعات الشخصية..
1- هناك بعض الكتاب الجدد، من أجيالنا، يقولون أنهم، انضموا لعالم الأدب ”لتغيير المجتمع، ووضع الحلول للقضايا الشائكة، التي لازالت تنغل في جسده“ وهذا كلام جد جميل، ولكن في الحقيقة ”الأدب يطرح القضايا، ويسلط الضوء عليها، لكنه لا يضع حلول، بل يطرح ويناقش ويتساءل بحيادية، حتى يرى المجتمع جسده عارياً، بقضاياه ومساوئه في مرآة الأدب رغماً عنه، فيحاول أن يستر نفسه، ويشرع في التغيير“.
2- حاول دائماً أن تكتب فكرة جيدة، تساهم  في رقي مجتمعك، وأن تكتب فيما أنت بارع فيه؛ مهنتك، طبقتك الاجتماعية. ولا تخجل من شيء، والتزم بالمحلية إلى حد كبير، لتتسم أعمالك بالمصداقية، فالمصداقية هي طريقك للوصول إلى قلوب القراء، خاصة في الأعمال الاجتماعية، والعاطفية. أما المحلية الصادقة، فهي طريقك للعالمية؛ فالقاريء بالغرب يريد أن يقرأ عن مجتمعك أنت بعاداته وتقاليده، وثقافاته، لا يريد أن يقرأ نسخ رديئة مما يمارسه هو، أو مجتمعه يومياً..
3- اِدرس جيداً كل شيء عن الفكرة التي ستكتب فيها قصتك، وابتعد عن الرسائل المُباشرة، وقص ولصق المعلومات، أي الأسلوب المقالي، فهذا خروج عن قواعد القصة..
4- لا تتعجل في النشر الورقي بالذات على حسابك الخاص، وخذ آراء من حولك من كُتّاب، وقراء ونقاد، وانتظر دورك لكي تنشر لك دور النشر على حسابها، لكي تتأكد أنك وضعت قدمك على الطريق، أو انشر على حسابك في حالة تأكدك من آراء الكتاب والنقاد، وليس الأصدقاء، أنك أجدت الكتابة إلى حد كبير..
5- أنشر أول كتاب لك، أو أول كتابين، إلكترونياً، واحرص على إرسالهما لأكثر من موقع أو لدور نشر إلكترونية، وتتبع الآراء عنهما، وطور من أدواتك، فهذا من شأنه أن يُعرف القراء بك، وسيحقق لك إن شاء الله، انتشاراً بين آلاف القراء، ويعد أفضل تمهيد لنشر كتابك الورقي الأول..
6- حاول الابتعاد عن أدب التسلية؛ مثل العاطفية المُبالغ فيها، والرعب الذي لا هدف منه سوى تزجية الوقت، واستنساخ الأفلام العالمية، فربما تنجح لفترة، ولكن سرعان ما سيخبوا وميض قلمك، فالرواية المُسلية، مثل الأغنية التي تُكَسِر الدنيا مدة شهر، ثم تبحث عنها بعد ذلك بعدسة مكبرة، وتذكر بأن قلمك أمانة.
7- تذكر أنك عن طريق الفكرة، تستطع أن تجعل لنصك قيمة، حتى وإن كان إطاره رُعباً، أو عاطفياً..
8- اجعل نهايات قصصك صادمة، وابتعد عن النهايات السعيدة، المبالغ فيها، لأنها سرعان ما تُمحى من الذاكرة، ولا تحظى بمصداقية، فالعالم يعج بالنهايات التعيسة، أما النهايات الصادمة، فستبقى عالقة في الأذهان لفترة طويلة..
9- تجنب وضع عناوين لأعمالك، من تلك العناوين المُطلسمة، والتي لاتمُت للعربية بصلة، مثال: كولديرا- ماتيرا-بورجاي-برياس..ألخ، فإنها أكبر دليل على عجزك عن إيجاد عنوان بالعربية، يجذب القراء، ودليل على أنك تقلد الغير لا أكثر، ولا تحترم عقلية الكاتب العربي، وتخجل من لغتك، ودليل أيضاً على عدم ثقتك بعملك، محاولاً بذلك جذب الانتباه، رغم أن هذه الأسماء المُرَكَبة قد بطُلتْ أيامها وولَتْ.. أما إذا كان العنوان هو اسم شخصية بالعمل، في حال كانت بيئة الإسقاط غير عربية، أو تاريخية، فلا غضاضة في استخدامه..
10 - تجنب المواعظ، والأحكام المُسبقة، والنصائح، اجعل أحداث قصتك نفسها هي العبرة، وتجنب الإدلاء برأيك بين السطور، وتخلّص من دور الرقيب، والضمير مع شخصيات قصصك..
11 - لا تحاول إظهار كمية ثقافتك على لسان أبطالك البسطاء، كالحوذي، الذي يتفلسف، إلا إن كنت قد وضعت تمهيداً، كأنه قاريء جيد لكتب الفلسفة مثلاً..
12 - لا تكثر اقتباسات العلماء والأدباء بمناسبة وبدون مناسبة، وكأنك تقول أنا مثقف، أو تحكي عن مواقفهم وقصصهم - فما أكثر هذا على شبكة الإنترنت وبالكتب - وتشرد وتنحرف بالسرد بعيداً عن خط سيره. أنا كقاريء لا أريدك "جوجل" بل أريد أن أقرأ إبداعك أنت..
13 - لا تختصر الأحداث في السرد، بل اكتبها مشاهد، وصفية وحوارية..
14 - إذا كنت ستكتب مشاهد جنسية، فوظفها من أجل إيصال رسائلك، ولفت الأنظار لأفكارك، أو من أجل معالجتها كظاهرة تفشَت مؤخراً، أو كقضية تستحق ألا نغفلها، وليس من أجل إزكاء الغرائز، وتحقيق اللغط والشهرة السريعة..
15 - لا تفرح بمجاملات أصدقائك حول قصصك، بل ابحث عمن ينتقدها، ويظهر عيوبها؛ لكي تتعلم وتتطور، فالمجاملات ستقضي على مستقبلك الأدبي..
16 - أقرأ لكُتابنا العظام، كجيل نجيب محفوظ، وجيل يوسف إدريس، لكي تتعلم من أساليبهم، وتحسن لغتك، وأسلوبك، ودعك من الأعمال العالمية في البداية، لأنها ستجعل لغتك ضحلة، وأسلوبك لا يمُت لمجتمعك بصِلة، وستصاب - كما أُصبت أنا - بلعنة تكرار كلمة ”أجل“ من حين لآخر، مع العلم أنها لا تتكرر في أحاديث مجتمعاتنا إلا على ألسنة المجاذيب!. وإن وجدتْ صعوبة في استساغة أعمالهم، كما حدث معي قديماً، فابدأ بالأدب العالمي المترجم، كتمهيد، وبعدها عُد إلى أعمالهم وستستسيغها، ولكن اقرأها بعناية، وليس لمجرد متابعة الأحداث وإنهائها..
17 - إن كانت القصة من اهتماماتك، عليك بقراءة «الأعمال القصصية الكاملة» ليوسف إدريس، وقبلها مجموعة «همس الجنون» نجيب محفوظ..
18 - أهتم بوضع علامات الترقيم..
19 - تجنب إعادة الوصف، والكلمات، والحوارات دون مناسبة..
20 - تجنب غريب الألفاظ، والكلمات الجامدة التي تحتاج البحث في قواميس، فهذا من شأنه تشتيت بعض القراء، وتنفيرهم من عملك، ولا تهتم بصقل اللغة وزخرفتها على حساب الفكرة. أصنع موازنة.
⚫ أعرفُ أن هذه النصائح البسيطة لن تشجعك على شق طريقك صوب شهرة سريعة، فالشهرة السريعة شيء، وممارسة الأدب كرسالة شيء مُختلف تماماً؛ فشهرته غالباً ما تتأخر، وربما لا تأتي أبداً، وإن أتت فستكن مقترنة بالتقدير، والاحترام، وخلود أعمالك..
_______________________________
وصف بسيط للقصة القصيرة:
⚫ القصة القصيرة جسد، إذ يتكون هذا الجسد من ثلاثة أجزاء، أنت من ترتبهم، وتدمجهم ببعضهم البعض:
◀ السرد..
◀ الوصف ..
◀ الحوار..
⚫ ولابد لذلك الجسد من صفات، تختص به عن سائر الأجساد الأخرى:
◀ وحدة الحدث/الموضوع..
◀ وحدة الزمن..
◀ وحدة الأبطال/قلة الأبطال..
⚫ وهذا الجسد لابد له من طعام يحيا به،  ومَلبس يظهر به أمام الناس:
◀ الطعام هو «الفكرة»..
◀ المَلبَس هو «اللغة»..
ولا ينبغي لك أن تهتم بشق، وتترك الآخر، إذ لابد من التوفيق، والتوازن بين الاثنين..
⚫ ولابد لهذا الجسد من عمر يحياه:
◀ الطفولة هي «البداية»..
◀ الشباب هو «العقدة»..
◀ الشيخوخة هي «النهاية»..
وأخيراً؛ أنت من ستبث فيه الحياة بقلمك..
_____________________________
⚫ أهمية السرد:
لقد كنت في بداياتي - ولازلتُ فيها حقيقة - في كتابة قصصي، أهتم بالوصف والحوار، وأنأى عن السرد، ظاناً بأن السرد يبطل النص، أو يُضعف من قيمته، ولأني لم أكن قد أجدته بعد..
وبعد فترة من الزمان، وبعدما أدركتُ قيمة السرد، وأحببته في قراءات متعددة، أعدتُ قراءة بعض قصصي السابقة، فندمتُ على تركي لمساحات السرد بها، أو تقليلها. مساحات إن كتبت لكانت قد أضفَت على النصوص جمالاً، وعمقاً كبيرين..
التوغل في السرد، ومن ثم التبحر في استخدامه، والتلاعب بتوزيعاته ما بين الوصف والحوار دون إشعار القاريء بملل، والسيطرة على أدواته، من أساليب السرد، ومتى تبدأ، ومتى تقطعه بحوار، أو وصف، ومتى تنتهي، ومتى تُسهب، ومتى توجز، لهو الموهبة ذاتها..
الوصف والحوار بمقدور غير الكاتب الموهوب أو غير الكاتب المُحترف أن يتقنه، إنما السرد بصمة للكاتب، ودليلاً على موهبته، وتمكنه من الإلمام بها..
◀ مقتطف سردي من روايتي الإلكترونية القصيرة «وفاء الجن»:
”تذكرتْ آخر مرة رأته بها، وتذكرت القشعريرة التي أحدثتها قبلته بجسدها، والخدر الذي طالها بعدها، تمنت لحظتها ألا ينفك عنها أبداً، وأن تظل شفتاهما ملتحمتان، وليحدث ما يحدث في الكون من حولهم، وليغضب من يغضب، فسعادتها آنذاك كانت تستحق إغضاب الكون جميعاً، وأصغر جزء من سعادتها، كان يمكن إن وزعته على الكون جميعاً أن يصالحها، وتعم السعادة بالكون للأبد.
لو كانت تعلم أنه سيغيب عنها آنذاك، وسيحدث ما حدث، لشقت صدرها، وحبسته داخل قلبها، ومنعته من الرحيل، ولكن لم يكن باليد حيلة وقتذاك، ولم يكن بحوزتها سكيناً!.“
⚫ أعتقدُ أن هذه الخريطة جيدة من وجهة نظري، لإخراج نص جيد فنياً، بعيداً عن «الفكرة» و «اللغة» سواء قصة قصيرة، أو رواية..
◀40 ٪ سرد ..
◀ 30 ٪ وصف ..
◀ 30 ٪ حوار ..
________________________________
⚫ أساليب السرد:
1◀ راوي عليم..
الراوي العليم هو الأسلوب الأشهر، والذي يكن به الراوي على علم بنفسية الأبطال، وبأفكارهم، ويمكنه الغوص في دواخلهم بكل حرية، والتنقل بينهم ومعهم، في أي مكان وزمان، دون ظهوره، ودون ظهور صوته وآرائه الشخصية..
لابد لك في هذا الأسلوب أن تلغي شخصيتك وكيانك، وأن تدع الأبطال لسجيتهم؛ لا تكترث لمعصية، ولا تُشفق على مقتل بريء، ولا تصدر أحكاماً على مخطيء، ولا تسب ظالم، لكن دع الأحداث تنفرط كحبات الرمان بلا تدخل من ضميرك، و "قلبك الحُنيِّن💚".
يمكنك البدء باسلوب الراوي العليم، ومن ثم استخدام كل أساليب السرد الأخرى في طياته، بطريقة سحرية، تجعل القاريء لا يشعر بما فعلت..
• مثال:
- أسلوب نجيب محفوظ في «الثلاثية».
2◀ الراوي الداخلي/صيغة المتحدث/أسلوب المُتكلم:
هذا الأسلوب جيد جداً، وكُتاب كثيرة تستخدمه حالياً، ولكنه يفرض عليك أن تظهر كل الأحداث من وجهة نظر شخصية واحدة، وهي البطل، أو راوي الأحداث حتى وإن لم يكن له دور..
بمعني، غير مقبول أن تصف - كراوٍ داخلي - إحساس داخلي لشخص يجلس بجوارك، أو تحكي ماضيه، ولكنك ستسرد الأحداث وفقاً لما تراه عيناك، أما الأحاسيس، فهي اعتقادات لا أكثر؛ مثال: (أعتقدتُ آنذاك بأنه حزيناً، بسبب ذاك الوجوم الذي كان قابعاً على تقاسيم وجهه!).. إلا إذا كان الراوي الداخلي، لديه الحاسة السابعة، ويقرأ أفكار الشخصيات، أو قد حكى له الجالس بجواره سيرته من قبل، وهذا شيء آخر، يندرج تحت طائلة «فكرة النص»..
ويمكنك التغلب على هذه العثرة، بتغيير الرواة في كل فصل، بحيث تسرد كل شخصية، في كل فصل، ما حدث معها، وبهذا تكتمل الصورة عند القاريء، ويخبو الغموض، أو تستخدم أسلوب الراوي العليم بفصل، ثم الراوي الداخلي في فصل آخر، وهكذا، حسب إرادتك، أو تدعه كما هو لإضفاء الإثارة والغموض والمصداقية..
• مثال:
- رضوى عاشور، في رواية «الطنطورية» بل وتحايلت هنا الكاتبة، واستخدمت أسلوب الراوي العليم، بعد الراوي الداخلي، بطريقة رائعة؛ فقد أضافت جملة على لسان البطلة، وهي: «أنظرُ من بعيد» ثم بدأت السرد كراوٍ عليم، وهي تحكي عن نفسها، وكأنها شخص آخر..
- يوسف زيدان في «عزازيل»..
- عزت القمحاوي، في «غرفة ترى النيل» كان يستخدم مقدمة الفصول، أو الأجزاء، بأسلوب الراوي الداخلي/صيغة المُتكلم، عن طريق، سرد بطل الفصل، مافي أعماقه، ودواخله، وما حدث معه من أحداث معينة، ومن ثمّ يتحول السرد إلى راوٍ عليم، بطريقة ممتعة..
3◀ أسلوب المُخاطب:
في هذا الأسلوب، وغالباً ما يكون الراوي داخلي، بطل للأحداث، يسرد الأحداث لشخص، في رسالة، أو كِتاب، أو شخص مُتخيّل، يمكن أن يكن له دور في النص أو لا، أو يخاطب - الراوي - القاريء مباشرة..
أو يمكن استخدامه - أسلوب المُخاطب - مع الأساليب الأخرى..
• مثال:
- أحلام مستغانمي، في «ذاكرة الجسد»..
- أحمد خالد توفيق، في «يوتوبيا» لم يستخدم أسلوب المُخاطب محدثاً القاريء فقط، بل جعل لكل من البطلين فصل خاص به، بالتناوب، حتى يصبح لرؤية الموقف الواحد، زاويتين مختلفتين..
⚫ هذه هي جل الأساليب الأساسية، وما عدا ذلك، ماهو إلا دمج للأساليب، مع بعضها البعض، وتقديم وتأخير، وتنظيم، بحرفية، أو وضع أكتر من راوٍ، أو أكثر من أسلوب..
_____________
📣 تنويه "النصائح ما هي إلا خليط من نصائح وقناعات كتاب زملاء وأساتذة ونقاد، صارت قناعات خاصة بي، بجانب بعض نصائح صغتها بنفسي، وذلك حتى يأخذ كل ذي حق حقه، أما باقي المقال فهو من واقع قراءتي الضئيلة، وممارساتي الكتابية المتواضعة.."
🌑 وفقنا الله جميعاً🌷 ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق