حانوت اللذة - تبني | قصص قصيرة جداً - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

اعلان 728X90

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

حانوت اللذة - تبني | قصص قصيرة جداً

«حانوت اللذة»
كنت إذا ما لمحتها من بعيد واقفة، عرجتُ على حانوت البقالة حيث تنتصب خلف ”البنك“ تبيع لهذه، وتحاسب ذاك..
وإن كانت مُنشغلة مع زبائن؛ خطفتُ أيما شيء من فوق الأرفف لا يتعدى سعره الخمس جنيهات، وتظاهرت بالانتظار، ونشأتُ أتنقل ببصري ما بينها وبين الزبائن، وحقيقة الأمر؛ لا ترى عيناي سواها..
تقترب هي من السادسة عشرة من عمرها، تمتلك جسم مخروط بحذق، ونهدين مستفزين، وبشرة بيضاء كالشمع، وعينين سوداوين كحيلين، وشفتان تخاطبان الزبائن بصوت كوشوشة الودع، لا يكاد يُسمع من نعومته وأنوثته..
أظل شارداً متأملاً قسماتها، وحركاتها، وطريقة نطقها للحروف، وأناملها البيضاء الرفيعة وهي تتناول الجنيهات بتأفف وإباء، ومراقباً لاهتزازات نهديها وتكورهما، تحت ثيابها الضيقة، ولمَّا تتحرك لتجلب شيئاً ويُصبح جسمها بالكامل أمام ناظري، أَنْشَدِه وأغبطُ عيناي على ما رأت من جمال ودلع، وتتماوج دقات قلبي مع تماوج شعرها المتهدل مابين الهبوط والصعود، ويقشعر بدني قشعريرة تجدد بداخلي الرجولة الصدئة، ويُطلِق جوفي تنهيدة مُحمَّلة بصهد التفاعلات المُنعملة بداخلي..
ولا ينتشلني من بركة خيالاتي اللذيذة، ويقطع سعادة عيناي وقلبي، سوى صوتها الذي لابد أن يسجل مقاطعاً، ويوصف علاجاً سماعياً لمن هم مثلي، قائلة:
- خمسة جنيهات ياجدي؟.
حينئذ؛ أتذكر خجلاً من انحطاط خيالاتي أني ولجتُ العقد الخمسين من عمري منذ سنوات؛ أنقدها الثمن وأقبضُ على عصاي، وأدلف خارجاً صوب الطريق، رامقاً نُهديها نظرة وداع..
***
«تبني»
ذات ليلة؛ اكتشف مواطن أمريكي، خيانة زوجته له؛ قتلها هي وعشيقها. بالصباح؛ أعلنت ”داعش“ تبنيها للعملية الإرهابية!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق