لو أحبتني شاعرة | خاطرة - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

مرحبا بكم

السبت، 30 سبتمبر 2017

لو أحبتني شاعرة | خاطرة


أتمنى لو أحبتني شاعرة؛ ونظمت لي الشعر بنبضات قلبها، وبشهد لسانها، وأوبلتني بزخات فيض الحب من خلجاتها، وطرحتني على فراش من حروف أنينها وأشواقها..

وضمتني في لحظة سكون، وأسبلت عليّ كل فتحة تصلني بالكون، وأنستني كل كسرة ذاقها القلب على مر السنين، وشدَّتني إلى الوتين، ونظمتلي ” أجل؛ أحبك بجنون“ وفتحتلي نوافذ على الجنة مشرّعة، وهمستلي ”لا تستح وادخل بيمينك أو شمالك كما يحلو لك، فهي لك وحدك؟“ فأدخل ويدي بيدها، وقصائد العشق تشدوا بها حتى الطيور..

نرقص فوق الماء رقصة الدراويش، والضباب من حولنا مشوّش؛ ندور حول أنفسنا وندور؛ نأخذ من السماء ونلقي في الأرض والبحور، نذوب في العشق السرمدي، نهيم في الدوار، ننفصل عن الوجود، نتخلى عن كل محسوس، ونلج عالم الأرواح، نلج عالم الأفكار، ونحلق في الأثير؛ لا اتجاهات، لاطرق، لاقيود، لاقوانين؛ حرية مُطلقة لا تنطوي على حدود..

هيا اوقفي التحليق، تعالي لنسكن خيمة البلور، وسأقطف لك من الجنة شتى أنواع الزهور؛ زنبقية، نرجسية، حتى تنتشي العبق وتشدين؛ تترنمين بالشعر لي وحدي ولا تكلِّين؛ ليل نهار على مسامعي لا تتوقفين؛ حتى أنسى قساوة القرون الماضية، وينجلى الوهم الدفين؛ ينجلي الدمع الحزين، ينجلي الأرق والأنين، تنجلى الصور المخدوشة بأظافر الكبرياء، ينجلي الأسود والرمادي، وبفرشاتك الحريرية على عمري الجديد تنقشين؛ الألوان جميعها ولا تتباطئين، وشتاتي من أرجاء الأرض تلملمين، وتعيديني بشراً في مملكتكِ المقدسة، مملكة الحب المقدسة، في زمن صار الكره فيه مُقدساً، والانتقام دين... فإن لم يكن الحب مُقدس، فماذا غيره سيقدسون؟..

أتمنى إن أحبتني شاعرة؛ أتمنى بجنون..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق