العامل وصاحب الزرع| قصة قصيرة لرمضان سلمي - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

اعلان 728X90

الاثنين، 6 فبراير 2017

العامل وصاحب الزرع| قصة قصيرة لرمضان سلمي



بعدما حل موسم حصاد القمح؛
في إحدى قرى الصعيد، اكترى صاحب حقل ثلاثة رجال لجمع المحصول.
بدأ العمل على أشده مبكراً، وكان صاحب الزرع شيخاً طاعناً في السن، وكان يباشر النفر ويخدمهم، ولما أُذِنَ لصلاة الظهر من الجمعة، طرح الشيخ حرامه على كتفه، وارتدى عباءته، وقبض عصاه، وهم بالذهاب إلى الصلاة، وقبل أن يغادر، قال للنفر:
- إن ترك أحدكم العمل وذهب للصلاة، فلا عمل له عندي ثانية، وسأطرده وليس له أجر؟.
كظم الرجال غيظهم، وابتسموا في وجهه، فكلهم محتاجون لذلك العمل، والموسم لا يتكرر، وذلك الشيخ ميسور الحال ولديه زرع كثير، فأومأوا له بالسمع والطاعة، وغدا الشيخ إلى المسجد..
هب عامل من النفر واقفاً، قال ممتعضاً:
- والله ما أترك صلاة الجمعة حتى وإن طردني صاحب الزرع!.
امتقع وجها الآخرين وقالا له:
- أتتخلى عن رزقك، وتقطع لقمة عيشك بيدك، أنك لغبي؟.
أشاح بوجهه عنهم، وطوح المنجل أرضاً، وفذ عنهم، وغدا الى المسجد مهرولاً، توضأ ودخل المصلى، صلى ركعتين ثم وجد مكاناً شاغراً بجوار الشيخ فجلس يستمع إلى الخطبة، فرمقه الشيخ وتعجب، وبعد انتهاء الصلاة خرج المصلون ..
انتعل العامل حذاءه، وهم بالعودة لمنزله، وفجأة؛ نادى عليه الشيخ فاقترب منه، قال الشيخ:
- أين ذاهب أنت؟.
فرد العامل بوجوم:
- سأذهب إلى بيتي، قبل أن تقولها لي أنت ياشيخ، ولا يهمني عملك فالرزق على الله!.
ضحك الشيخ وقال له:
- لا حول ولاقوة إلا بالله..... يا بني والله ما فعلتُ ذلك إلا اختباراً لأمانتكم، فإن ضيعتم أمانة الله، فما بال أمانتي أنا البشر، ولكنك يا بني اجتزت الاختبار، وحافظت على الأمانة، لذلك ومن اليوم ستعمل معي في زرعي طوال العام، حتى وإن لم يكن هناك ثمة عمل بالحقل فستعمل في الدار، وستأخذ أجرك كاملاً لا ينقص منه شيء، أما الآخران، فلن يعملا معي ثانية.
ابتسم العامل متمتماً:
- الحمد لله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق