في بداية عامك الثلاثين..
هل انتصف العمر؟.
تتساءل... ولكن هل تعلم متى نهايته؟!.
بهتت الألوان بطريقة غريبة، لم يعد لها ذات الرونق القديم، لقد انسلختْ عنها الجاذبية بلا رجعة؛ وصرت لا تكترث كثيراً، لِما ينشده له الكثيرون!.
روحك لم تتأثر، ولكنها ثَقُلَتْ؛ ناءت بحِمل فوق كاهلك؛ حِمل لا يُرى، ولكنك ترزح أسفله كعامل قصعة قصيرة أنفاسه، ورغم ذلك لا تتوانى في الابتسام!.
أحلام وأمنيات منها ماتحقق، ومنها مالم يتحقق بعد، ولكنك تعود وتتساءل: هل انتصف العمر؟.
وحيداً ولدت، وحيداً تعيش، وحيداً ستموت، وربما بُعثت وحيداً، فلماذا تتساءل: هل انتصف العمر؟.
خذلوك أُناس وثَقْتَ بهم، وخَذَلتَ أُناساً وثقوا بك، عِشتَ شُجاعاً مرات قليلة، وجباناً مرات لا تُحصى، وخائناً بِضع مرات، ولكنك كنت كنت دائم الندم على ما اقترفَتْ يداك..
في الخيال؛ كانت حياتك الحقيقية، أما الواقع فقد كنت مجرد ضيفاً، حتى واجب ضيافته لم يهنأ به إلا ثُفالة، حتى الثُفالة كنت تصطنع أنك راضِ بها، كيلا تُطرد من دار الضيافة..
اقتربت من ذلك الذي يقولون عنه "الحب" وجدته "الكره" ولكنه متنكراً في زي موشى بالقلوب الحمراء السعيدة النابضة، وباطنها قلوب تنزف دماً. يوماً ما؛ مسك "الكره" فرشاته، وغمسها بجراح القلوب النازفة، ليلوِّن ظاهره المُزيف، ليخدع السذج من أمثالك..
ظُلِمتَ وعلى وجهك ابتسامة ساذجة، وبعيناك دمعات حارقة، وفي حلقك غصة شائكة، وظَلَمْتَ ولم تنتبه لابتساماتهم الساذجة، ولا دمعاتهم الحارقة، ولا غصات حلوقهم الشائكة.
هل انتصف العمر؟
هل قارب على الانتهاء؟
كُف عن السؤال، فلن تجد له ثمّة إجابة أبداً، واكمل حياتك وكأنك لم تقترب من الثلاثين بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق