من ينزل إلى الشارع . من ينغمس بين طبقات الشعب . بكل تأكيد سيجد ثمة إجابة .
ومن أنكرها وقال “نحن أحسن من غيرنا” فهو حر في قوله بالتأكيد .. ونحن أحرار أيضا في توضيح تلك الإجابة ،
والتعبير عما تختلج به صدورنا وبيوتنا .. ومما لاشك فيه فإني قد قرأت أنه من أبرز أسباب ذلك الغلاء الجاحد ما يلي :
_ ارتفاع سعر الدولار “بغباوة” غير معهودة ..
ومن أبرز أسباب ارتفاع سعر الدولار أيضا ما يلي :
– سوء إدارة المسؤولين بالبنك المركزي من استنزاف الاحتياطي من النقد الأجنبي في قناة السويس لسرعة انجازها ، وفي السوق المحلية لسد العجز مما أدى إلى تفاقم الأزمة ..
– توقف السياحة بسبب الإرهاب ، وتشويه صورتنا بالخارج على أيدي أعداء البلاد .. – عدم رجاحة عقول القائمين على أمور الاقتصاد بالبلاد بوضع خطط وتصورات اقتصادية بالاستعانة باقتصاديو البلاد ، فمصر لم تعقم بعد ” لا أعرف ما كنه الاصرار على نمط معين من المسؤولين من حيث اعتبارات بعينها!”..
– عدم استغلال موارد الدولة بنزاهة وحسن تصرف ..
– هروب المستثمرين بسبب الأوضاع الغير آمنة “حسب وجهات نظرهم” .. – قلة الصادرات وزيادة الواردات في سلع غير أساسية ..
– قلة الحوالات من الخارج فئة الدولار .. – ارتفاع أسعار الجمارك ..
– أزمة ركود في الاقتصاد العالمي ، مما جعل القناة الجديدة لا تؤتي أكلها ، بيد أننا نسمع كل حين عن مرور أعداد مهولة من الشاحنات بها ، ولكنا لا نتلمس ولا نشعر بتغير في اقتصاد البلاد بل إلى الأسوأ ..
لا نريد شراء الآمال الواهية ، ولكنا نريد شراء السلع بأسعار مناسبة ..
فهل سيفهم المسؤولون أننا حقا قد فاض بنا ..
هم يرتدون البذلات ويستقلون السيارات الفارهة ، فكيف سيشعرون بالغلاء الفاحش الذي أصاب كل السلع والخدمات والأدوية ، والذي أثر سلبا على المواطنين من الطبقة الدنيا والطبقة الوسطى ..
فالمرتبات كما هي “لا تتنحرر” ولا تتتعتع قيد أنملة ، حتى العمال مازالت أجورهم “مشلولة” كما هي ..
– خطأ من هذا ؟؟..
ماذا نفعل يا حضرات المسؤولين أجيبونا ؟.
يتساءل الناس ، هل نحن على مشارف مجاعة ؟.
وحتى إن حلت المجاعة ، فأشك في أن يشعر بها أحدكم من برجه العال ..
للأسف أنتم تنسجون لنا أحلاما من ورود ولا يؤمن بها سواكم ، أما نحن فقد كفرنا بأحلامكم الوردية ..
فرجاء أعيدوا لنا واقعنا كي لا نغضب الله ، ولا نضطر للسرقة لكي نقتاد قوت يومنا ..
رجاء أعيدوا لنا واقعنا لكي لا نتسول في طرقاتكم ، ونزعجكم في إشارات المرور وأنتم مختبئون داخل سياراتكم المكيفة ،
بيد أننا نحترق تحت الشمس . وحتى لا نملأ الشوارع غاضبين فنزعجكم وتنعتوننا بالمخربين ،
أو يقتلنا “أمناء الشرطة” بالخطأ …
ياترى هل ستهربون إلى (يوتوبيا) تلك المدينة المستقبلية الخيالية ذات الأسوار العالية التي
سيختبئ بها الأغنياء عند حلول المجاعة ” كما برواية د.أحمد خالد توفيق ” ؟ مع أن باعتقادي فيوتوبيا تلك تنتشر بيننا في شكل :
مدن وكيمباوندات وقرى سكنية فخمة للأثرياء فقط . يشترون المتر بجنيهات وتباع الوحدات بملايين ” ألا يسحق هذا تظاهرات كتظاهرات تيران وصنافير ، أليست هذه أرض مصرية تباع …
وإن لم تهربوا فهل ستعترفون بتقصيركم ؟..
بالتأكيد أنا أعرف أننا مستهدفين ، وهناك ضغط علينا لتجويعنا وتعطيشنا ..
ولكنكم إن لم تتغلبوا على ذلك بحسن إدارتكم ، وحسن استغلالكم لموارد البلاد ، وبتعيين كفاءات ، وبتشغيل الشباب العاطل ،
وبحل مشكلة الغلاء ليس بسيارات مدعمة فحسب ولكن بحلول جذرية ، فلا نريد التسكين والتخدير ..
فأنتم إذا لا تستحقون مناصبكم ولا بذلاتكم ولا سياراتكم ..
واعلموا بأننا مصريون مثلكم ، ولا توجد لدينا وسائل تسلية غير الصراخ بما نعانيه ،
ولن ننسى ما نحن فيه أبدا لأنه واقعنا ..
فأرجوك سيادة الرئيس نحن نثق بك ، فكن بمستوى الثقة ، وضعوا أيديكم في أيدي بعضكم وفي أيدينا ،
وانقذوا مصركم من المجاعة …
تلك هي الإجابة ….
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق