* وقعت بالفترة الأخيرة أكثر من ثلاث حالات قتل لمواطنين مصريين شرفاء بأقسام الشرطة المصرية ،
تيجة التعذيب الانتقامي بلا رحمة حتي إزهقت أرواحهم البريئة تشكوا إلي الله من ظلم البشر .
* وأعلنت " وزارة الداخلية " أنها أعمال فردية ، لا تعبر عن عقلية ومنهجية كامل وزارة الداخلية ،
وأنه سيتم معاقبة المسؤولين .
* مرت ثورتين ولم يتعظ هؤلاء الذين يقومون ( بأعمال فردية ) مشينة تذكرنا وتعيدنا إلي ماقبل الثورة الأولي ،
وتمرر إلى أذهاننا تلك الصور المخيفة للأجهزة الأمنية وماكانت عليه سابقا من توحش .
* فمحاسبة المسؤولين ليست كافية ، ولكن لابد من انتزاع العقلية القديمة المهترئة بداخل عقول كثير من أفراد الأجهزة الأمنية .
* وجدير بالذكر أن رجال الشرطة والجيش منذ إندلاع الثورة الأخيرة وقد أصبحوا عرضة لهجمات إرهابية كثيرة واستشهد منهم الكثير في خدمة الوطن ..
* السؤال : هل هذه محاولات لاستعادة الهيبة وقمع المواطنين ؟
أم بالفعل أفعال فردية غير مسؤولة ؟.
* ثلاثون عاما مرت علي مصر في عهد المخلوع ،
كان أبرز ما عجت به من قهر ، ألا وهو قهر الأجهزة الأمنية وإنتهاك حقوق المواطن المصري والإستهانة به ، ومعاملته كالرقيق وأسوأ .
* وإنتهت تلك الأيام الخوالي بثورة ( ٢٥يناير ) العظيمة ،
التي عوقبت فيها الأجهزة الأمنية عقابا مبينا ، والتي انفجرت جراء تراكم الفساد والفقر والبطالة والظلم وإنتشار الرشوة والمحسوبية و خصخصة المال العام لنهبه ،
والانزلاق بمصر إلي الهاوية نتيجة كثرة النهب والاستيلاء من قبل الطبقة الحاكمة ورجال أعمالها على أموال وأراضي وشركات الشعب وعلي مصادر الدخل للدولة مما أدي إلي إنتشار الفقر والجوع والتهميش لطبقات المجتمع الدنيا ،
وأصبح هناك طبقتين الأولي تملك كل شئ والثانية لا تملك من الأمر شئ .
* وساد تهميش الشباب وقتل أحلامهم وطموحاتهم مما أدي لثورتهم ومطالبتهم بحقوقهم .
* فقد كان قمع الأجهزة الأمنية للشعب ولحريته ولأنفاسه التي باتت معدودة عليه تحت وطأة نظام مبارك المستبد حينها ،
كانت بمثابة الغطاء والضمانة لاستمرارية ذلك النظام العاتي .
* وزارة الداخلية آنها كانت تملك " الهيبة " وما أدراك ما الهيبة ،
تلك " الخلطة السرية " التي أرضخت شعبا تحت وطأتها ثلاثون عاما .
* ماهي " الهيبة " هي تلك المهابة والتعظيم والخوف من الأجهزة الأمنية ،
بسب تغطرسها وعدم إكتراسها حتي لنواميس '' الله سبحانه وتعالي " وأوامره جل وعلا بالعدل والمساواه والرحمة .
* وجاءت ثورة العقاب ( ٢٥ يناير ) والتي عوقبت فيها الأجهزة الأمنية أشد عقابا من المواطنين المصريين المقهورين والمنقلبين علي هيبتها .
* ومن شدة الظلم المكبوت بداخل قلوب المواطنين ،
رأينا لأول مرة القتل والذبح والتمثيل بجثث أفراد الشرطة بلا شفقة ،
وإشعال النار بأقسام الشرطة التي كانت بمثابة أوكار لحماة فساد النظام علي أيدي مصريين
" إن إختلفنا مع هذا الإسلوب أو إتفقنا " .
* فبقدر قسوة وفجر تلك الأجهزة الأمنية حينها في التعامل مع المواطنين من قتل وتعذيب في أقسام الشرطة ومعتقلات " أمن الدولة " وتلفيق القضايا والأحكام الظالمة كقضية " خالد سعيد " ،
وتكميم الأفواه لكل من يحلم بالحرية ، لكل من يحلم للوطن بالتحرر من قيود النظام الغاشم ،
لكل من يريد العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية ،
فكانت ردة الفعل الموازية والجزاء من جنس العمل .
* ففي عقلية الشرطي قديما كانوا دائمين الإعتقاد بأن المواطنين البسطاء عبيدا وخداما لهم وما أكثر البسطاء الآن في هذا الوطن ،
وأن " رجال الأمن " والعصابة التي كانت تحكم البلاد ورجال أعمال النهب " أسيادا وبشواتا "
ونحن البسطاء لا عزاء لنا إلا الضرب بأحزيتهم ،
ولكن الآن أصبح الجميع موظفين ( في خدمة الشعب )
وبإعتقادي فقد قل من يؤمن بهذه الجملة حاليا ..
* وآخرا وليس آخيرا ، وإن كانت تلك المحاولات لإستعادة " الهيبة القمعية " علي حساب حقوق المواطن المصري ،
فسوف يستعيد المواطن بالمقابل أيضا الكبت والكره والعداء لتلك الأجهزة الأمنية جراء قمعها ،
في ظل ظروف إقتصادية متردية ،
ومنع مظاهرات الرأي ، وإعتقالات الشباب ،
وإنتشار المحاكمات العسكرية للمدنين ، وتهميش الشباب والمعارضة المعتدلة ،
ووجود إنقسام سياسي صارخ ..
* فأستعادة الهيبة القمعية في ذلك التوقيت تعد دقا لناقوس الخطر الذي سيؤدي حتما
إلي إندلاع سخط شعبي واسع النطاق وقد يؤدي إلي ولادة ثورة جديدة من رحم الضعف والوهن الشعبي ،
قد تختلف عن مثيلاتها وسنعاقب جميعا
علي تقصيرنا في حقوق هذا الوطن الحبيب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق