وهل تبكي الرجال|خاطرة - مدونة رمضان سلمي برقي

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

مرحبا بكم

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

وهل تبكي الرجال|خاطرة



الرجال؛ لاتبكي! عجيب حكمهم، أما للرجال قلوبٌ تنبض بين جنباتهم.

 أما للرجال قلوبٌ تعشق، أما للرجال أمنيات إذا لم تحقق انتحبوا .

حاولت جمع دموعي وسكبها في بحيرة فامتلأت، سكبتها في بحر فاض على جنبيه.

عجزتُ، وبت عاجزاً عن تقديم فرحة لقلبي، عاجزاً عن تقديم غضبة لنفسي،

عاجزاً عن خلق شعور مختلط مابين الفرح والاشمئزاز، عاجزاً عن الشعور بالعجز ذاته.

أمام قلعة الذكريات الشاهقة عجزت عن الذهول فبكيت، زرفتُ دمعات سالت معها آخر تحصيناتي، هزمني العجز، تهلهلت إرادتي، نظرت إلى السماء، فهالتني غيوم الضعف، هالني هزيم الصمت، فتتني برق الماضي، ذوبتني زخات الحنين.

وقفت عاريا في مهب ريح الشوق، فتناثرت أشلائي، وترنحت روحي، جالت تلملمني، راحت تخلقني، همت تعيدني إلى الوجود، راحت تهدهدني، لكنها بالنهاية عجزت!

العجز ناداني، وبخني، اذدراني، نهرني ولامني وأبى فراقي. وبعد قرن من التيه، عدت جسداً من مسد، ضفرته الليالي من جديد، ضفرته من كل الأحاسيس، حتى بدا كَصارِ سمل في مهب الريح، وسفينتي بلا ربان، يضربني الموج ويزجني الريح،

وفي غياهب البحار عنواني. 

لا أرى منارة، ولا جزيرة تهديني، ما أرى سوى طبقات من الظلام والموج تعتليني.

طَفَتْ على السطح آخر ذكرى فابتسمتُ، فسرعان ما جذبتها القيعان... غرقتْ فبكيتُ فسخر الموج مني: وهل تبكي الرجال ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق